728x90

نهج ... خريطة الصحة النفسية و التربية المثالية و التعليم الممتع

مترجم : مازال بإمكانك التوقف عن الصراخ ..إليك خطة الخطوات العشرة

ترجمة الأخت: سارة عبد الرازق 
لمقال بعنوان: "مازال بإمكانك التوقف عن الصراخ ..إليك خطة الخطوات العشرة"

"د.لورا ..احاول ان اتوقف عن الصراخ لكني لا استطيع ولا استطيع تخيل ان اطفالي سيطيعونني إذا ما توقفت...هل يمكنك ان تنتقلي للعيش معنا لمدة اسبوع" إمضاء شيرلين.

معظم الآباء مثل شيرلين يعتقدون انهم يحتاجون للتوقف عن الصراخ لكنهم غير مقتنعين بوجود طريقة اخري لجذب انتباه اطفالهم. لسان حالهم يقول : ان مهمتنا هي تعليم اطفالنا فبأي طريقة سنجعلهم ينصتون لنا؟ ولا يبدو أن الصراخ يسبب لهم الأذي فهم بالكاد يسمعوننا و اعينهم تدور في محجريها وهم بالطبع يعلمون اننا نحبهم حتي لو صرخنا في وجوههم ،أليس كذلك؟

هذا خطأ. في حقيقة الامر ان الصراخ يخيف الاطفال ويقسي قلوبهم علينا. وعندما نبدأ بالصراخ يلجأ الاطفال لاسلوب الكر والفر او الجمود وحينها يتوقفون تماما عن تعلم أي شئ نحاول أن نغرسه فيهم. والأدهي من هذا انه عندما نبدأ في الصراخ ندرب أطفالنا علي ألا يستمعوا إلينا الا عندما تعلو اصواتنا وندربهم أيضا علي أن يصرخوا في وجوهنا.



فإذا كان طفلك لا يبدو عليه الخوف من غضبك فهذا دليل علي انه رأي منه الكثير وطور أساليب دفاعية ضده وضدك أنت أيضا. والنتيجة المؤسفة لمثل هذا الاسلوب هو طفل أقل استعدادا لتحسين سلوكه.

وبغض النظر عن فكرة أن اطفالنا يظهر عليهم ذلك أم لا، إلا أن غضبنا يدفع الاطفال مع إختلاف أعمارهم بعيدا عنا. الصراخ في وجوههم يضمن بشكل عملي ظهور مشكلة سوء سلوك عند عمر العاشرة وظهور المشادات الكلامية كأمر طبيعي في مرحلة المراهقة. عندما يقسو قلب أولادنا علينا يصبح من السهل وقوعهم تحت تأثير نظرائهم وأقرانهم ونفقد تأثيرنا عليهم في أشد لحظة نحتاج فيها إلي ذلك.

لكن صدق أو لا تصدق،هناك بيوت لا يرفع فيها الآباء أصواتهم الغاضبة علي أطفالهم. وهنا لا اعني تلك البيوت الباردة لا يعبر فيها عن المشاعر ونحن نعلم ان هذا غير صالح لأي شخص كان ولا أجزم بأن هؤلاء الآباء مثاليين أو أبنائهم خالين من العيوب. فلا يوجد شيئا مثل هذا القبيل. داخل هذه البيوت يتعرض الآباء لما يثير غضبهم ويستفزهم لكنهم يدركون مشاعرهم
بالشكل الكافي ليستطيعوا إيقافها وتهدئة أنفسهم كي لا يصبوا جام غضبهم علي أطفالهم.

هل تعتقد أنك مثل شيرلين في حاجه إلي مدرب خاص يساعدك في التحكم في مشاعرك والتوقف عن الصراخ؟ لحسن الحظ ،انت بالفعل لديك واحدا. في الحقيقة الطريقة الوحيدة التي ستجعل منك الأب/الام الصبور(ة) الهادئ(ة) هي أن تربي نفسك بحب. وهذا يعني ان نتعلم تدريب انفسنا بحب من خلال عواطفنا فلا نصب غضبنا علي اطفالنا.

١- إدارك دورك كأب بعد توفير عامل الأمان يدفعك للتحكم في إنفعالاتك وهذا لأنه هكذا يتعلم طفلك التحكم في إنفعالاته فأنت قدوته.

٢- أن تلتزم أمام جميع أسرتك بإستخدام نبرة صوت تحترمهم. أعلم ان هذا الامر يبدو مخيفا لكن من غيرهم سيجعلك محاسبا علي افعالك؟ قل لهم انك مازلت تتمرن فمن الطبيعي الوقوع في الخطأ..لكن هذا سيجعلك تتحسن وتصبح افضل..

٣- تذكر أن الاطفال سيتصرفون كالاطفال. هذا هو دورهم. هم بشر غير ناضجين يتعلمون كيف تسير الامور وماذا يتوقعون. هم يريدون أن يكسروا القوانين ليتعلموا ماهو راسخ ويحتاجون لتجربة قوة سيطرتهم كي يتعلموا كيف يستخدمونها بمسئولية . ان فصهم الدماغي الامامي لم يكتمل تماما بعد لهذا تجرفهم مشاعرهم ولا يستطيعون التفكير بشكل منطقي حينما يغضبون. ومثلهم كمثل جميع البشر لا يحبون شعور انهم مسيطر عليهم.

٤- أوقف تراكم مشاعرك السلبية أو (إشعال نيرانك)
مشاعر الغضب هذة التي تبدأ في التراكم حينما تمر بيوم سئ والتي ريثما تجتمع الشرارة الكافية يصبح وقوع عاصفة نارية أمر محتوم. وعوضا عن هذا،توقف وتحمل مسئولية مزاجك واعط نفسك ما تحتاجه لتشعر بالتحسن وانقل نفسك إلي مكان أكثر سعادة.

٥- قدم تعاطفك لطفلك عندما يعبر عن مشاعره أي أن كانت هذة المشاعر حتي يستطيع تقبل مشاعره ومن ثم يستطيع التحكم بها والتحكم بسلوكياته. إن تفهم مشاعر الطفل يساعده غالبا في عدم التعمق في اظهار غضبه.

٦- استمر في التواصل وحاول رؤية الأشياء من منظور طفلك حتي وأنت تضع الحدود والقوانين. عندما يصدق اطفالنا أننا إلي جانبهم ونتفهم موقفهم حتي لو اضطررنا لرفض طلبهم ،يصبحون اكثر استعداد لتصرف بشكل جيد والتعاون معنا بشكل افضل. لا يجب أن نصحح اخطاء اطفالنا قبل ان نحقق التواصل معهم أولا. لن يستمع اطفالنا إلي إرشادنا إلا إذا شعر اطفالنا بتفهمنا وبإعادة تواصلنا معهم. هناك دائما وقت لتحدث لاحقا عندما تهدأ ثورتك انت وطفلك وتستطيعا التحدث من رصيد الدفء بينكما لا من رصيد الغضب.

٧- عندما تغضب،توقف. اصمت ولاتفعل شيئا ولاتأخذ أية قرارات. تنفس بعمق وإذا كنت بالفعل تصرخ في وجه أطفالك توقف في منتصف جملتك وادر وجهك بعيدا وحرك كلتا يديك وحاول ان تقاوم هذة الحاجة الملحة لتقويم طفلك فوجود هذة الحاجة الملحة تعني إنك مازالت في حالة الكر والفر فلا تأخذ موقفا حتي تهدأ.

٨- كوالد،خذ لنفسك وقتا مستقطعا. إنتزع نفسك من الموقف لو أمكن. إذا كنت لا تستطيع أن تترك المكان فأفتح الماء وانثر علي وجهك قليلا من الماء حتي تحول انتباهك من التركيز علي نفسك إلي التركيز علي حالتك الداخلية. يختبأ خلف غضبك، الخوف والاحباط والحزن. دع الامور تأخذ مجراها وخذ نفسا عميقا وإذا أردت أن تبكي فاترك لنفسك العنان . فإذا أعطيت نفسك الفرصة للمس المشاعر المختبئة خلف غضبك بدون أن تتخذ موقفا فحينها سيذوب غضبك سريعا.

٩- إبحث عن حكمتك. من مكانك الهادئ هذا،تخيل ان هناك ملكا يقف علي كتفيك ينظر إلي الموقف بشكل محايد ويتمني الافضل للجميع. هذا هو مدربك التربوي الخاص. هل يمكن أن يعطيك بعدا آخر لرؤية الاشياء فمثلا يوحي لك أن تفكر أنك لايجب أن تفز هنا ...أو تتركه لحفظ ماء وجهه. وياتري ماهي اقتراحاته لتحسين الموقف وماذا يمكنك ان تفعل الآن (لا تفوت هذة الخطوة فالابحاث تؤكد علي نجاحها).

١٠- اتخذ موقفا إيجابيا من مكانك الهادئ. هذا يعني أنه من الممكن أن تعيد الموقف من جديد أو أن تعتذر أو أن تحاول إضحاك طفلك المتضايق وإن لم يفلح ذلك فلتساعده علي البكاء والتخلص من مشاعره السلبية حتي يصبح يومكم أفضل. حتي وان استدعي الامر ان تترك الصحون تتراكم وتتدثر بالاغطية مع اطفالك ومعكم مجموعة من الكتب حتي يسعد الجميع ..افعل ما في وسعك لتساعد الجميع علي الشعور والتصرف بشكل افضل بما فيهم أنت.
الخبر السيئ هو ان الامر صعب ويتطلب جهدا خرافيا لضبط النفس وربما تخفق مرارا وتكرارا. لاتستسلم .

الخبر الجيد هي أن الامر سينجح وان التوقف عن الصراخ سواء في منتصفه او حتي قبل ان تفتح فمك يصبح سهلا أكثر فأكثر. فقط استمر في الاتجاه الصحيح وستجد شهورا قد مضت وانت لم تصرخ او تصيح في وجه أحد.

افضل خبر هو انك ستري طفلك يتحول أمام عينيك وستراه يحاول جاهدا لضبط نفسه عندما يغضب. وستراه بدلا من استخدام الهجوم سيصبح أكثر تعاونا. وستجده يسمع كلامك حتي دون أن ترفع صوتك.

تعليقي الخاص علي المقال*: الحمد لله علي نعمة الاسلام فقد اخبرنا الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم عن اساليب ضبط النفس وقت الغضب منذ زمن بعيد لكن غفلنا عنها وها نحن نجد صداها يتردد في كلمات علماء وباحثين غربيين تخلو عقيدتهم من كل ذي قيمة. أذكركم وأذكر نفسي بأحاديث حبيبنا المصطفي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم سيد الخلق.
إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع } إسناده صحيح { وقد استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم واشتد غضب أحدهما فقال عليه السلام إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ففي خبر معاذ اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ } رواه أبو داودوغيره .

(ليسَ الشَّديدُ بالصُّرَعةِ، إنَّما الشَّديدُ الَّذي يملِكُ نفسَهُ عندَ الغضبِ)
أكمل قراءة الموضوع

ما هو تصنيفكم لأطفالكم ؟

يا ترى ما هو تصنيفكم للأطفال ؟
انسان، كائن مزعج صغير، ملكية خاصة، كرسي، أداة تفريغ للشحنات السلبية ؟

سيسألنى أحدكم، ما هذا السؤال الغريب ؟


سأخبركم ببساطة، أنى رأيت مسلمين يعاملون الأطفال بغير معاملة الإسلام، ورأيت غير مسلمين يعاملون أطفالهم معاملة الإسلام دون أن يدروا


وتأملت قليلا، واكتشفت أن المشكلة ليست فى إسلامنا، فبعض أولئك الذين يسيئون لأطفالهم من حفظة للقرآن والأحاديث النبوية الشريفة، وقد يطبقون تعاليم الإسلام على الجميع إلا على ........ من ؟ نعم إلا على أطفالهم، وكٱن الاطفال ليسوا بشر ، أو حتى كائنات تستحق الرحمة.


وإليكم الدليل وبالترقيم :


١- الله تعالى أمرنا بأن نتكلم بالكلمة الطيبة، ووصفها الله تعالى كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتي أكلها كل حين، أما أطفالنا فنشتمهم ونقلل من شأنهم وللأسف بعض الناس يقول للأطفال : أنتم بلا فائدة، أنتم مخربين، أنتم حيوانات، أنا سئمت منكم.


٢- الله تعالى نهانا عن الغيبة، ووصف من يغتاب أخيه، أنه يأكل لحمه ميتا، وأنه رغم ذلك " فكرهتموه" ، أما الأباء فيغتابون أطفالهم، " أما أنا فطفلي سئ ويفعل كذا وكذا " ، والأسوأ أن يكون الأطفال جالسين ويستمعون.


٣- الله تعالى أمر نبيه موسى عليه السلام أن يقول ل فرعون قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى، أما أطفالنا فلم يرتقوا لمرتبة فرعون لنقول لهم قولا لينا، ربما هم أسوأ لنبرر لأنفسنا قسوتنا فى نصحهم، كما قال تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، أما أطفالنا فنحن نضمن أنهم تحت أجنحتنا لن يستطيعوا الفرار منا ومن ألسنتنا الحداد، فلا نقلق من انفضاضهم من حولنا.


٤- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم من سلم المسلمين من لسانه ويده، أما أطفالنا فمن قال لنا أنهم ليسوا بمسلمين، أو أنهم بشر، يجب أن نأمنهم من أذى ألسنتنا و(أيدينا) ؟؟


٥- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رفقا بالقوارير) ، أما فتياتنا الصغار فلا نعتبرهم قوارير أي زجاج سهل الكسر، لا نعطف عليهم ونرفق بهم كما أمرنا الحبيب، أتعلم ماذا نفعل، إننا نستبدل الذي هو خير بالذي هو أدنى، ونسير بمثل يقول كاذبا، اكسر للبنت ضلع يطلع لها ٢٤ .


٦- قال صلى الله عليه وسلم : من كان له صبي فليتصابى معه، أي من كان له صبي فليقوم بدور الصبي معه ويلاعبه ويدلله، أما الآباء، فيقولون هم ليسوا أطفالا بل وحوشا، أخبروا أطفالهم أنهم وحوشا فأصبحوا وحوش من الخارج، صغارا يحتاجون للحنان بداخلهم.


٧- قال صلى الله عليه وسلم ناصحا إحدى الصحابة : لا تغضب، كلنا يعلم الحديث، لكن أطفالنا شئ أخر، فنحن من حقنا أن نغضب عليهم ونفرغ فيهم همومنا وشحناتنا السلبية، فنحن نعتقد أنهم أداة تفريغ للشحنة السلبية.


للحديث بقية، ربما تملكون أنتم البقية، كل أمر ونهى كما هو لعامة الناس، فلأطفالنا أولى، فهم الضعفاء الذين لا يملكون من أمرهم شئ.. ونحن القدوة ..

فبالله، إذا لم نتمثل قيم الإسلام أمامهم، فكيف لهم أن يتعلموها ويقلدوها ؟؟؟؟؟؟
أكمل قراءة الموضوع

التخطيط لرحلة عائلية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل تفكر في القيام برحلة عائلية"أسرية" ؟!!!
طبعاً توقيت غريب :)
لكنه رائع لأسر التعليم المنزلي - نحن لسنا مقيدين بوقت الصيف و المدارس و الذروة او غيرها - ميزة رائعة للتعليم المنزلي أليس كذلك :)

إن كنت تفكر في انتهاز بعض الوقت للراحة و الاستجمام مع العائلة
إذاً لنحضر سويةً ما ستحتاجه
انفوجرافيك مبسط يشرح نفسه .. لمساعدتك في الاستمتاع بالرحلة أنت، و طفلك :)





شارك الانفوجرافك مع كل من تريد
حقق أجمل استفادة و استمتع مع عائلتك برحلة مميزة تقرب بينكم

و رحلة سعيدة بإذن الله :)
أكمل قراءة الموضوع

بدائل العقاب

هل شعرتم بتلك الوخزة فى الضمير، حين ضربتم أبناءكم ؟ هل شعرتم كل مرة بالندم وتمنيتم لو اتبعتم أسلوبا أكثر رفقا ؟ هل تمنيتم أن تحتضنوا ذلك الصغير الباكي لكن أبيتم لأنكم تعتقدون أنكم هكذا ستدللونه ؟
هذا هو أثر العقاب نفسيا عليكم كآباء، فما بالكم بشعور الصغير الذي لا حول له ولا قوة؟
هل يشعر بالخوف من لحظة غدر الكبار؟
أم يستكين وينطوي لكي لا يتلقى العقاب؟
هل يصبح عدوانيا على من هم أضعف منه ليشعر وللمرة الأولى أنه قوي كوالديه؟
وهل القوة فى الضرب والعقاب أم هو السبيل الوحيد -الذي نعرفه- لتربية أولادنا ؟


فى الحقيقة، لدي خبر سار إليكم، أنتم لن تضطروا أن تقسون على أولادكم، ولا تضربوهم ضربا مبرحا يعادل غضبكم من سلوكهم، ولن تضطروا أن تجلسوهم على كرسي العقاب، أو تحرموهم لكي يشعروا بمدى سوء ما فعلوه.
كلمة السر التى تغنيكم عن كل ذلك هي الحزم..
الحزم يعني الاستمرار على نفس رد الفعل عندما يكرر إبنك نفس السلوك السئ،
الحزم عملية مستمرة، تحتاج وقتا واستمرارا وجهدا لكي يأتي بثماره،
الحزم يركز على السلوك الحقيقي الذي تريد أن تغيره عند طفلك..
يجب أن نعلم كآباء أن التربية تحتاج صبرا، والحزم يتطلب صبرا لكنه صبر جميل، لانك ستكافأ على صبرك بعلاقة سوية مع إبنك، وبسلوك تغير للأفضل، وبشعور رائع لقدرتك على القيادة بشكل إيجابي لا يشعرك بألم أو ندم، وفوق كل هذا بطفل سعيد ذو نفسية سوية.

أنا أحب طفلي، لكني أكره ذلك السلوك
أنا منزعج، لكنى لن أصب إنزعاجي على طفلى
كلمات مقتبسة من محاضرة الدكتور مصطفى أبو سعد..


أغلب عقاب الآباء لأطفالهم ناتج عن عاطفة وليس نتاج تفكير، يجب أن نتعلم أن نتحكم فى إنفعالاتنا وأن نهدأ أولا قبل أن نبدي رد الفعل، أنا أحب طفلي فلن أضربه وسأبحث عن وسائل أخرى لتربيته، أنا أكره السلوك السئ وليس طفلي ولذلك سأهتم بوضع خطة لتغيير السلوك السئ وليس تغيير طفلي..


ما زال مفهوم الحزم مشوشا بعض الشئ ؟ حسنا، سأعطيكم مثالا،
طفلي سيف فى عمر السنة ونصف، حينما كنت أقوم بوضعه فى سريره كان يقوم بقرصي فى رقبتي، ويخربشني فيها ويظل على هذا حتى ينام..
ستساءلون لماذا كنت سلبية ولم أعاقبه؟
لأني ببساطة كنت أعلم أن العقاب سيزيد الوضع سوءا وسأدخل معه فى صراع قوة، حيث صاحب النفس الأطول هو من ينتصر، لكني لم أرغب فى ذلك.
إذا ما الحل ؟ وضعت خطة واستمريت عليها لمدة لا تقل عن شهرين، كلما وضع يده على رقبتي أقوم بإنزال يده وأقول له "كدة توجع ماما" بكل هدوء لكن مع حزم وإصرار واستمرار، كان يبكي فى البداية بكاءا شديدا، لكني كنت أقدر مشاعره وأخبره أنى أحبه لكن هذا خطأ، مع الاستمرار على نفس رد الفعل، انكسرت العادة وأصبح لديه وازع داخلى يخبره أن هذا السلوك خطأ، طبعا كان ينسى كثيرا لكنى بالحزم كنت أذكره، هكذا أصبح لا مجال لبكاءه أن يغير من خطتي ولا من نسيانه أن يرجعني للخلف مرة أخرى.


هذا مثال بسيط لما يفعله الحزم فى ضمير طفلك، فلا شئ يوازى وجود وازع داخلى، لا الخوف من العقاب، ولا الخوف من الصراخ.
كنت أشعر كثيرا بإزدواجية عند بعض الأباء، حيث يقومون بضرب أولادهم على السلوك الخاطئ، وحينما يبكي الأطفال يدللونهم بالسماح لهم بفعل ذلك السلوك الخاطئ، لكنى كنت أعلم أن الضرب يستنزف قدرة الأباء نفسيا وجسديا وعصبيا، ففى النهاية يستسلمون للصغير ليفعل ما يريد، أو يدللونه بطرق أخرى خاطئة لكي يشعروا الطفل بحبهم له.
أنت لست مضطرا لذلك، ضع قواعد مناسبة لعمر طفلك، قواعد تخاطب عقله حسب استيعابه، قواعد تبغي بها أن تحسن من سلوك طفلك وليس الإنتقام منه أو التقليل من شأنه، وابدأ الأن، بالاستعانة بالله، ثم حبك لطفلك، ثم بالصبر والاستمرار والثبات....... وستحقق مبتغاك بإذن الله..


قواعد الحزم الجيد :
١- اختر سلوكا ترغب فى تعديله.
٢- ضع خطة واضحة لديك بالاستعانة بخبرات الأخرين، أو من مصادر مقروءة كالكتب والانترنت، واطلع شريكك بخطتك.
٣- تأكد أن الخطة (رد الفعل الذي ستقوم به كل مرة) مناسب لعمر طفلك ولقدراته.
٤- استمر استمر استمر، ولا تتعجل قطف الثمار قبل أوانها.
٥- شجع طفلك إذا أظهر بوادر للتغيير، تشجيعا معنويا .
٦- ركز فى زيادة ثقة طفلك بنفسه، وثقته بك، وقم برفع معنوياته بتشجيعه على إيجابياته، فيرى نفسه بصورة جميلة تساعده أن يتغير للأفضل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أعينوا أولادكم على بركم) .
أرحب باستفساراتكم، وأتمنى أن يكون مقالي لبنة فى بناء التغيير لديكم.
أكمل قراءة الموضوع
 

فريق العمل

المشاركات الشائعة