728x90

نهج ... خريطة الصحة النفسية و التربية المثالية و التعليم الممتع

بدائل العقاب

هل شعرتم بتلك الوخزة فى الضمير، حين ضربتم أبناءكم ؟ هل شعرتم كل مرة بالندم وتمنيتم لو اتبعتم أسلوبا أكثر رفقا ؟ هل تمنيتم أن تحتضنوا ذلك الصغير الباكي لكن أبيتم لأنكم تعتقدون أنكم هكذا ستدللونه ؟
هذا هو أثر العقاب نفسيا عليكم كآباء، فما بالكم بشعور الصغير الذي لا حول له ولا قوة؟
هل يشعر بالخوف من لحظة غدر الكبار؟
أم يستكين وينطوي لكي لا يتلقى العقاب؟
هل يصبح عدوانيا على من هم أضعف منه ليشعر وللمرة الأولى أنه قوي كوالديه؟
وهل القوة فى الضرب والعقاب أم هو السبيل الوحيد -الذي نعرفه- لتربية أولادنا ؟


فى الحقيقة، لدي خبر سار إليكم، أنتم لن تضطروا أن تقسون على أولادكم، ولا تضربوهم ضربا مبرحا يعادل غضبكم من سلوكهم، ولن تضطروا أن تجلسوهم على كرسي العقاب، أو تحرموهم لكي يشعروا بمدى سوء ما فعلوه.
كلمة السر التى تغنيكم عن كل ذلك هي الحزم..
الحزم يعني الاستمرار على نفس رد الفعل عندما يكرر إبنك نفس السلوك السئ،
الحزم عملية مستمرة، تحتاج وقتا واستمرارا وجهدا لكي يأتي بثماره،
الحزم يركز على السلوك الحقيقي الذي تريد أن تغيره عند طفلك..
يجب أن نعلم كآباء أن التربية تحتاج صبرا، والحزم يتطلب صبرا لكنه صبر جميل، لانك ستكافأ على صبرك بعلاقة سوية مع إبنك، وبسلوك تغير للأفضل، وبشعور رائع لقدرتك على القيادة بشكل إيجابي لا يشعرك بألم أو ندم، وفوق كل هذا بطفل سعيد ذو نفسية سوية.

أنا أحب طفلي، لكني أكره ذلك السلوك
أنا منزعج، لكنى لن أصب إنزعاجي على طفلى
كلمات مقتبسة من محاضرة الدكتور مصطفى أبو سعد..


أغلب عقاب الآباء لأطفالهم ناتج عن عاطفة وليس نتاج تفكير، يجب أن نتعلم أن نتحكم فى إنفعالاتنا وأن نهدأ أولا قبل أن نبدي رد الفعل، أنا أحب طفلي فلن أضربه وسأبحث عن وسائل أخرى لتربيته، أنا أكره السلوك السئ وليس طفلي ولذلك سأهتم بوضع خطة لتغيير السلوك السئ وليس تغيير طفلي..


ما زال مفهوم الحزم مشوشا بعض الشئ ؟ حسنا، سأعطيكم مثالا،
طفلي سيف فى عمر السنة ونصف، حينما كنت أقوم بوضعه فى سريره كان يقوم بقرصي فى رقبتي، ويخربشني فيها ويظل على هذا حتى ينام..
ستساءلون لماذا كنت سلبية ولم أعاقبه؟
لأني ببساطة كنت أعلم أن العقاب سيزيد الوضع سوءا وسأدخل معه فى صراع قوة، حيث صاحب النفس الأطول هو من ينتصر، لكني لم أرغب فى ذلك.
إذا ما الحل ؟ وضعت خطة واستمريت عليها لمدة لا تقل عن شهرين، كلما وضع يده على رقبتي أقوم بإنزال يده وأقول له "كدة توجع ماما" بكل هدوء لكن مع حزم وإصرار واستمرار، كان يبكي فى البداية بكاءا شديدا، لكني كنت أقدر مشاعره وأخبره أنى أحبه لكن هذا خطأ، مع الاستمرار على نفس رد الفعل، انكسرت العادة وأصبح لديه وازع داخلى يخبره أن هذا السلوك خطأ، طبعا كان ينسى كثيرا لكنى بالحزم كنت أذكره، هكذا أصبح لا مجال لبكاءه أن يغير من خطتي ولا من نسيانه أن يرجعني للخلف مرة أخرى.


هذا مثال بسيط لما يفعله الحزم فى ضمير طفلك، فلا شئ يوازى وجود وازع داخلى، لا الخوف من العقاب، ولا الخوف من الصراخ.
كنت أشعر كثيرا بإزدواجية عند بعض الأباء، حيث يقومون بضرب أولادهم على السلوك الخاطئ، وحينما يبكي الأطفال يدللونهم بالسماح لهم بفعل ذلك السلوك الخاطئ، لكنى كنت أعلم أن الضرب يستنزف قدرة الأباء نفسيا وجسديا وعصبيا، ففى النهاية يستسلمون للصغير ليفعل ما يريد، أو يدللونه بطرق أخرى خاطئة لكي يشعروا الطفل بحبهم له.
أنت لست مضطرا لذلك، ضع قواعد مناسبة لعمر طفلك، قواعد تخاطب عقله حسب استيعابه، قواعد تبغي بها أن تحسن من سلوك طفلك وليس الإنتقام منه أو التقليل من شأنه، وابدأ الأن، بالاستعانة بالله، ثم حبك لطفلك، ثم بالصبر والاستمرار والثبات....... وستحقق مبتغاك بإذن الله..


قواعد الحزم الجيد :
١- اختر سلوكا ترغب فى تعديله.
٢- ضع خطة واضحة لديك بالاستعانة بخبرات الأخرين، أو من مصادر مقروءة كالكتب والانترنت، واطلع شريكك بخطتك.
٣- تأكد أن الخطة (رد الفعل الذي ستقوم به كل مرة) مناسب لعمر طفلك ولقدراته.
٤- استمر استمر استمر، ولا تتعجل قطف الثمار قبل أوانها.
٥- شجع طفلك إذا أظهر بوادر للتغيير، تشجيعا معنويا .
٦- ركز فى زيادة ثقة طفلك بنفسه، وثقته بك، وقم برفع معنوياته بتشجيعه على إيجابياته، فيرى نفسه بصورة جميلة تساعده أن يتغير للأفضل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أعينوا أولادكم على بركم) .
أرحب باستفساراتكم، وأتمنى أن يكون مقالي لبنة فى بناء التغيير لديكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

فريق العمل

المشاركات الشائعة